القمة "101" حمراء
الأهلي يهزم الزمالك بهدفي فتحي ومتعب
القاهرة - إبراهيم المنيسي:
احمرت شوارع القاهرة والمدن والأقاليم مساء أمس الأول بعد أن عزز الأهلي تفوقه على غريمه التقليدي الزمالك وهزمه بهدفين نظيفين أحرزهما أحمد فتحي وعماد متعب في الشوط الثاني من المباراة التي أقيمت باستاد الكلية الحربية أمام 26 ألف متفرج.
احتفال الجماهير الأهلاوية بفوز فريقها زادت فرحته بتألق الحارس أمير عبدالحميد في غياب الدولي عصام الحضري الذي عاقبته إدارة النادي بالإيقاف 3 أسابيع بعد هروبه إلى سويسرا وتعاقده مع نادي سيون، وهتفت جماهير الأهلي طويلا لعبدالحميد وحملته على الأعناق واعتبرته نجم اللقاء الذي حمل الرقم 101 في تاريخ لقاءات القمة بين قطبي الكرة المصرية في الدوري الممتاز المصري لكرة القدم.
عزز الأهلي بهذا الفوز الغالي جماهيريا صدارته برصيد 54 نقطة، وموسعا الفارق عن الزمالك إلى 20 نقطة مع نهاية الأسبوع العشرين، وتراجع الزمالك إلى المركز الرابع بعد تقدم طلائع الجيش للمركز الثالث برصيد 36 نقطة بتعادله مع المقاولون 1-1 أمس الأول، وتقدم بتروجيت للمركز الثاني برصيد 36 نقطة أيضا بفوزه خارج ملعبه على بلدية المحلة، ويتفوق الفريق البترولي بفارق الأهداف، بينما استقر الزمالك عند 34 نقطة ويهدده الإسماعيلي في الترتيب الرابع.
اعتبر مانويل جوزيه المدير الفني البرتغالي للأهلي، فوز فريقه على الزمالك بمثابة حسم الاحتفاظ ببطولة الدوري، وقال عقب المباراة في المؤتمر الصحافي، نفقد الدوري في حالة واحدة فقط هي أن يموت الجهاز الفني وكل اللاعبين، لأن الفارق لنا عن الزمالك زاد إلى 20 نقطة وهو فارق مطمئن كثيراً، وسنحافظ عليه ونعززه في الأسابيع المتبقية لنحتفظ باللقب رغم كل الظروف الصعبة التي واجهتنا هذا الموسم.
انتقد جوزيه غياب الهولندي رود كرول المدير الفني للزمالك عن المؤتمر الصحافي، وقال إنه كان يجب أن يحرص على الحضور حتى وهو غير فائز، ووجه الشكر للاعبيه وقال إنهم نفذوا المطلوب منهم تكتيكيا، مشيرا إلى أن الزمالك نجح في تضييق المساحات أمام الأهلي في الشوط الأول وفي التعادل، لكن لاعبي الأهلي بتحركاتهم الهجومية تمكنوا من “خلخلة” دفاعات المنافس الذي تخلى عن حذره في الشوط الثاني وبدأ الهجوم، واعتبر قرار الحكم الإيطالي فاريتا الذي أدار اللقاء سليما برفضه احتساب ضربة جزاء للزمالك قائلاً “جمال حمزة لم ينجح في تمثيل الضربة أمام الحارس أمير عبدالحميد”، ووجه جوزيه إلى أمير تحية خاصة.
لكن بعيدا عن رأي جوزيه، فإن المشاهدة التليفزيونية توضح أن هناك ضربة جزاء صحيحة للزمالك لكن تمركز الحكم الإيطالي لم يسمح له بمشاهدة اللعبة لأن أمير دفع حمزة، ولم يكن الحكم الإيطالي الذي لم يخطئ طوال المباراة إلا في هذه اللعبة، في مكان يسمح له برؤية أفضل وأنذر حمزة للتمثيل.
حضر معتمد جمال مدرب الزمالك المساعد المؤتمر الصحافي نيابة عن كرول، واعترف بأن الأهلي استحق الفوز، وقال لعبنا أمام فريق كبير في خبراته وعناصره وحاولنا اقتناص النقاط الثلاث لأنها كانت تفيدنا كدفعة معنوية في هذا التوقيت وتحسن مركزنا في جدول الدوري في الوقت الذي نستعد فيه لكأس مصر ولدوري أبطال إفريقيا لكن الظروف لم تخدمنا، وأضاف لا أستطيع اتهام لاعب بعينه بالتقصير لكن كل لاعب أدى ما عليه باستثناء أخطاء فردية أدت إلى هدفي الأهلي ولم يحتسب الحكم لنا ضربة جزاء لجمال حمزة.
جاءت مباراة القمة 101 حذرة من الفريقين في الشوط الأول الذي وضح فيه احترام كل منهما للآخر إلى حد الخوف من أن يتقدم عليه، وظهر الحذر الشديد في التشكيل والتكتيك، بل وتعليمات المدربين خلال الشوط الأول من خارج الخطوط.
لعب الأهلي بتشكيل اهتم فيه مانويل جوزيه بتكثيف وجوده في وسط الملعب بالثلاثي أنيس بوجلبان وأحمد فتحي وحسام عاشور الذي كان نجم المباراة الأول والأبرز، ولعب يمينا محمد بركات وتبادل مع فتحي التحرك جانبيا والدخول لقلب الملعب بما مثل صعوبة على كابتن الزمالك طارق السيد في مواجهة لاعبي الأهلي في هذا الجانب، بينما لعب الأنجولي جيلبرتو في الجناح الأيسر وضغط على محمد عبد الله في أول مواجهة له مع زملائه السابقين وفشل في الحد من خطورة تحركات جيلبرتو الذي أشعل الناحية اليسرى حماسا وأرسل عرضيات خطرة لو استثمر عماد متعب اثنتين منها لسجل هدفين في هذا الشوط، كما لم يحسن متعب التحرك بربط ثنائي مع زميله فلافيو وتعرض مهاجما الأهلي لرقابة مشددة من أحمد مجدي ومحمود فتح الله بالتعاون مع بشير التابعي.
مثلما كثف جوزيه وجوده بوسط الملعب بثلاثة لاعبين واجهه كرول بثلاثي أيضا في الوسط وهم محمد أبو العلا وأحمد عبد الرؤوف ومحمد إبراهيم الصاعد خلف رأسي الحربة مصطفى جعفر الذي أهدر أسهل الفرص في المباراة حينما وصلته الكرة وهو غير مراقب أمام مرمى الأهلي لكنه أطاح بها بيسراه بعيدا واضطر عمرو زكي المهاجم الدولي للهروب لناحية اليسار هربا من كماشة مدافعي الأهلي شادي محمد ورامي عادل والليبرو عماد النحاس الذي أجاد الانقضاض والتدخل السريع للتغطية خلف زملائه من العمق والطرفين.
بنفس الطريقة 3/5/2 ومشتقاتها عند الاستحواذ أو في المواقف الدفاعية لعب الفريقان الشوط الأول بحذر، والذي لم يشهد من الفرص الحقيقية غير كرة جعفر وفرصة متعب وتسديدات عبد الرؤوف والسيد والتابعي والتي احتواها أمير عبد الحميد بثبات وثقة كما منع التابعي وزملاؤه فلافيو ومتعب وبركات من الاختراق والتسديد.
ادخار كرول للاعبه الموهوب شيكابالا لأسباب دفاعية تحول إلى طمع في الشوط الثاني، لكن الفروق الفردية والجماعية كانت لمصلحة الأحمر في استغلال تفكيك الأبيض لتكتلاته الدفاعية سواء في وسط الملعب أو أمام منطقة مرمى عبد المنصف الذي دخل هذه المباراة وفي شباكه 26 هدفا من الأهلي في كل المباريات التي حرس فيها عبد المنصف مرمى فريقه في لقاءات القمة حتى بات وجوده مصدر تندر الجماهير.
بعد أن كان الزمالك يدافع بثمانية لاعبين وينتظر مرتدات يهدد بها الأهلي طمع كرول في المباراة ودفع بلاعبيه شيكابالا ثم جمال حمزة بدلا من محمد عبد الله الظهير الأيمن ونقل محمد إبراهيم للناحية اليمنى على حساب وسط الملعب الذي زاد اهتزازا بسحب كرول للاعبه أبو العلا وأشرك حمزة ليفقد الأبيض قدراته الدفاعية الكاملة وسط الملعب ويتحرر بركات ومتعب وفلافيو بل وفتحي من الرقابة والضغط وتتسع المساحات أمامهما وينطلق أحمد فتحي في منتصف وقت الشوط الثاني متسلما تمريرة حريرية لعبها من فوق عبد المنصف لحظة غياب الرقابة على المندفع من الخلف ليسجل فتحي أول أهدافه في الشباك البيضاء وليدفع جوزيه بصانع ألعابه الموهوب محمود سمير بدلا من بركات المجهد وبعد مشاركة أحمد عادل بدلا من بوجلبان في أول الشوط وانتقال فتحي وبركات قبل خروجه لقلب الوسط معا، ودانت السيطرة للأهلي في منطقة المناورات بكثافة حمراء وسرعة تدخل تكتيكي لافت.
شدد الأحمر من هجماته وارتبك زملاء التابعي حتى مرر محمود سمير كرة رائعة أخطأ بشير إرجاعها إلى حارسه برأسه ليقتنصها عماد متعب المتحفز لمصالحة الشباك ويسددها من بين قدمي عبد المنصف معززا فوز الأهلي وتمضي بقية دقائق المباراة في سيطرة حمراء وارتباك أبيض وأخطاء من التابعي وزملائه بما كان يمكن أن يزيد معه الأهلي من فوزه.